التأثير الإيجابي لمحطة مصدر الأولى للطاقة الشمسية العائمة في إندونيسيا
على سطح أشبه بالمرآة في منطقة سد شيراتا في جاوة الغربية بإندونيسيا، تقع أكبر محطة طاقة شمسية عائمة في جنوب شرق آسيا.
تم تطوير المحطة من قبل شركة "مصدر" بالتعاون مع شركائها، وستوفر طاقة متجددة لـ 50 ألف منزل، وتساهم في الحد من الانبعاثات الكربونية وإحداث تأثير ايجابي واسع النطاق في المجتمعات المحلية.
وعلى بعد عدة أميال من محطة الطاقة الشمسية العائمة بقدرة 145 ميجاواط، تقع مدرسة محلية تستفيد من نتاج المحطة من الطاقة، حيث تستذكر مديرة المدرسة ليليس روستياتي، كيف كانت مدرسة قريتها متداعية للغاية لدرجة أنه كان على الطلاب أن يتناوبوا من أجل الدراسة بشكل آمن، ولكن كل ذلك قد تغير الآن.
تقول السيدة ليليس: "يتوزع الطلاب إلى مجموعتين، صباحاً ومساءً، لأننا قلقون بشأن الحوادث التي قد تحدث إثر تداعي غرف الدراسة. لكن يبدو أنه تمت الاستجابة لدعائنا."
جاءت المساعدة من "مصدر"، الشركة الإماراتية الرائدة في مجال الطاقة المتجددة، حيث قامت بدعم المدرسة في تجديد فصلين دراسيين ودورات مياه للطلاب وصالة المعلمين بالكامل. كما تم إنشاء غرفة للصلاة.
وتتابع السيدة ليليس : "الأطفال سعداء جداً، والمعلمون كذلك. إنه تماماً كما تخيلنا. والآن، هذا ليس مجرد خيال - إنها حقيقة."
من جهتها، تقول فاطمة السويدي، رئيس مكتب "مصدر" في إندونيسيا: "أصبح تحقيق هذا الواقع ممكناً بفضل التزام مصدر بضمان أن تشعر المجتمعات التي تعمل ضمنها بفوائد أي مشروع."
وتضيف: "بالنسبة إلى "مصدر"، فإن التأثير الأكبر هو البنية التحتية، وتجديد المدارس حول المنطقة حتى يتمكن الأطفال من الذهاب إلى المدرسة وهم يشعرون بالسعادة والاستعداد لتعلم أشياء جديدة.
وتؤكد: "لقد حددت "مصدر" 15 مدرسة بحاجة للإصلاح."
وبالإضافة إلى إعادة بناء مراكز التعلم، تدعم محطة الطاقة العائمة شيراتا هدف إندونيسيا المتمثل في تحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050. وستساهم المحطة، التي تم تطويرها بالتعاون مع شركة "بي جي بي آي" في تفادي إطلاق 214000 طن من انبعاثات الكربون سنويًا، إلى جانب توفير مئات الوظائف للمجتمع المحلي.
يقول أمير فيصل، رئيس "بي جي بي آي": "قامت "مصدر" و" بي جي بي آي" بتوظيف أفراد من المجتمعات المحلية للعمل في المشاريع. وإننا نوفر لهم تدريبًا متخصصًا لتشغيل وصيانة الألواح الشمسية."
يستخدم المشروع أحدث التقنيات التي تتيح تركيب ألواح الطاقة الشمسية فوق سطح المياه، وهو تطور مهم بالنسبة للبلدان التي تكون فيها مساحات الأراضي محدودة. ويمكن أيضًا أن تكون الألواح العائمة أكثر كفاءة، وذلك بسبب تأثير تبريد المياه.
وباعتبارها أكبر أرخبيل في العالم وأكبر اقتصاد في منطقة جنوب شرق آسيا، تمثل إندونيسيا مكاناً مثالياً لهذا المشروع المبتكر.
يقول سعادة رضوان كامل، محافظ مقاطعة جاوا الغربية: "يعد مشروع شيراتا الذي تطوره "مصدر" في غاية الأهمية. إنه الأكبر في منطقة الآسيان، ويعكس التزام الحكومة الإندونيسية بتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050."
ويضيف: "هذه مسؤولية جيلي تجاه جيل أبنائي. وستواصل "مصدر"، بالتعاون مع شركائها، تطوير مشاريع طاقة متجددة تدعم هذه المهمة الحيوية."