هايويند سكوتلاند/ نظام بطارية باتويند

في بحر الشمال، يتّخذ مستقبل الطاقة المتجدّدة شكلاً جديداً.

غير أنّ توربينات الرياح الخمسة العائمة على مسافة 29 كيلومتراً من ساحل أبيردينشاير، ليست السبب الوحيد الذي يجعل طاقة الرياح البحرية قادرةً على تزويد كافة منازل اسكتلندا بالطاقة يوماً ما...

فثمّة صندوقان أبيضان كبيران ضمن مجمّع صناعي في ميناء بيترهيد يضمّان أوّل نظام تخزين للطاقة يتمّ ربطه بمحطة عائمة لطاقة الرياح البحرية، وهي تقنية تخزين تساعد نظم طاقة الرياح والطاقة الشمسية على توفير المزيد من الكهرباء التي يستهلكها العالم.

وتتعاون "مصدر" مع شركة إكوينور في مشروع بطاريات التخزين المسمّى "باتويند"، وتعتبر محطة "هايويند سكوتلاند"، المشروع المشترك بين الشركتين، أول محطة عائمة لطاقة الرياح على نطاق تجاري في العالم.

ولكن ما أهمّية نظام بطاريات التخزين بالنسبة إلى "مصدر"؟

إنّ حفظ الطاقة المتجددة في بطاريات يتيح إمكانيّة استخدامها حتّى عندما تحتجب أشعّة الشمس أو تتباطأ حركة الرياح، ما من شأنه توفير طاقة متجددة على مدار الساعة وبالتالي تخفيض الاعتماد على الطاقة التي ينتجها الوقود الأحفوري.

وتسويق ونشر نظم البطاريات الذكية مثل باتويند جزء من التزام "مصدر" بدعم عمليّة التحوّل نحو الطاقة النظيفة، حيث تعمل الشركة اليوم على تطوير مشاريع لتخزين الطاقة في مناطق عدّة حول العالم، من اسكتلندا إلى أميركا الشمالية والبحر الكاريبي.

فمن خلال بطاريّتها ليثيوم-أيون البالغة قدرتها 637 كيلوواط-ساعة، تلبّي محطة الطاقة الشمسية الكهروضوئية التي أنشأتها "مصدر" بقدرة 600 كيلوواط على جزيرة "يونيون" التابعة لدولة سانت فينسنت والغرينادين، كافة احتياجات الجزيرة من الطاقة خلال فترة النهار. كما تشمل مشاريع التخزين الأخرى محطتين للطاقة الشمسية في كاليفورنيا هما "بيغ فيو" و "ديزرت هارفيست 1و 3".

من جهة أخرى، وفي بلدة تجتاحها الرياح باستمرار في أقصى شرق اسكتلندا، تقوم خوارزميات نظام باتويند بتحديد الوقت الأمثل لمدّ الشبكة بالطاقة، وذلك للاستفادة القصوى من الطاقة النظيفة التي تولّدها توربينات الرياح في عمق البحر.

ومن المرجّح أن يسهم التطوير المستمرّ للتقنية الخاصة بهذا المشروع الطموح في لعب الطاقة المتجدّدة دور أكبر ضمن مزيج الطاقة عالمياً، حيث ستوفّر الكهرباء لمزيد من المنازل والشركات، حتّى في الليل وخلال الأيام التي لا تشهد حركة رياح.