دعم مسيرة التحوّل إلى الطاقة النظيفة في جنوب شرق آسيا
23 مايو 2021
7890
الأخبار
الطاقة النظيفة
م. فاطمة السويدي، محلّل أوّل في قسم التطوير والاستثمار
آسيا في دائرة الضوء
وفقاً للوكالة الدولية للطاقة المتجدّدة (آيرينا)، تستحوذ منطقتا آسيا والمحيط الهادئ على أكثر من نصف حجم الاستهلاك العالمي للطاقة، ويوفّر الوقود الأحفوري نسبة 85% من هذا الاستهلاك. لكن ثمّة ما يدعو للتفاؤل بالتقدّم الذي تحرزه المنطقة على صعيد الطاقة المتجدّدة. فتقرير آيرينا الإحصائي حول قدرات الطاقة المتجدّدة للعام 2020 يتحدّث عن زيادة هذه القدرات بنسبة 7.6% عالمياً في العام 2019، حيث تصدّرت آسيا هذا النمو بنسبة 54% من إجمالي القدرات الإضافية. وبشكل أكثر تحديداً، أضافت مشاريع الطاقة الشمسية ما مجموعه 98 جيجاواط في العام 2019، 60% منها في آسيا.
طموح إندونيسيا على صعيد التحوّل إلى الطاقة النظيفة
تستهدف إندونيسيا الحصول على 23% من احتياجاتها في مجال الطاقة من مصادر متجدّدة بحلول العام 2025. وباعتبارها أكبر مستهلك للطاقة في منطقة الآسيان (رابطة دول جنوب شرق آسيا)، تعتبر الحلول المبتكرة ضرورةً ملحّة كي تتمكن إندونيسيا من الوصول إلى هذا الهدف ودعم التنمية المستدامة.
تعتبر إندونيسيا أكبر دولة أرخبيليّة في العالم، وتتمتّع بموارد شمسية وفيرة. لكنّ الأراضي المتاحة فيها محدودة، ما يجعل الاستثمار في أنظمة الطاقة الشمسية العائمة إحدى الوسائل القابلة للتطبيق بالنسبة لبلد يسعى إلى تبنّي استراتيجية محددة للطاقة النظيفة.
والمعروف أنّ الطاقة الشمسية العائمة لها مزايا عدّة تشمل، بالإضافة إلى تقليل مساحة الأراضي المستخدمة، الكفاءة والانتاجية الأعلى للألواح الشمسية بسبب قربها من المياه، ما من شأنه المساعدة في تبريد الألواح.
في بداية العام 2020، أعلنت "مصدر" عن توقيع اتفاقية شراء طاقة مع شركة الكهرباء الحكومية في إندونيسيا "بيروساهان ليستريك نيجارا"، لإنشاء أول محطة للطاقة الشمسية العائمة في البلاد.
وستصبح محطة سيراتا العائمة للطاقة الكهروضوئية، والتي سوف تبلغ طاقتها 145 ميجاواط، أكبر محطة للطاقة الشمسية في إندونيسيا عندما تصل إلى كامل قدراتها التشغيلية، كما ستكون الأكبر من نوعها في منطقة جنوب شرق آسيا.
والمشروع المقام على قطعة أرض مساحتها 250 هكتاراً، فوق سدّ سيراتا الذي يمتدّ على مساحة 6200 هكتار، سوف يمدّ 50 ألف منزل بالطاقة، ويتفادى إطلاق 214 ألف طنّ من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، كما سيسهم في توفير ما يصل إلى 800 وظيفة خلال مرحلتي الانشاء والتشغيل.
وتدرس إندونيسيا حالياً خططاً لإنشاء محطات عائمة أخرى للطاقة الكهروضوئية على 60 سداً، مستفيدةً من بحيراتها وسدودها التي يزيد عددها عن 600، لتسهم بذلك في الحفاظ على مساحات الأراضي الموجودة في البلاد.
الشراكة الإماراتية-الإندونيسيّة
"يعتبر مشروع محطة "سيراتا" دليلاً جديداً على العلاقات المتينة التي تجمع بين دولتي الإمارات العربية المتحدة وإندونيسيا، حيث كانت إندونيسيا من أوائل الدول التي اعترفت بتأسيس دولة الإمارات عند قيام الاتحاد في العام 1971. ويعزّز هذا المشروع الروابط الوثيقة بين البلدين حيث ستتضافر جهودهما من أجل بناء مستقبل مستدام."
أحمد العوضي، مدير إدارة تطوير الأعمال والاستثمار