محطة "مصدر" للطاقة الشمسية في بيليز

بات بإمكان الأطفال الدراسة بسهولة والسكان المشي بأمان ليلاً في ريف بليز، وذلك بفضل الكهرباء النظيفة التي توفرها محطة "مصدر" الممولة من قبل دولة الإمارات.

وكان انقطاع التيار الكهربائي أمراً شائعاً في ثلاث قرى لسكان المايا الأصليين في أقصى جنوب بليز، مما ترك الأسر تعيش في الظلام، والأطفال يعانون خلال أداء واجباتهم المدرسية فضلاً عن عدم القدرة على حفظ الطعام في مكان بارد.

لكن كل ذلك تغير بعد أن قامت "مصدر" بتركيب نظام شبكة مصغرة تعمل بالطاقة الشمسية في قرى إنديان كريك وغولدن ستريم ومدينا في بليز، إحدى دول أمريكا الوسطى الواقعة على ساحل البحر الكاريبي.

تقول فيلما راش، مواطنة في إنديان كريك: "الحياة بالنسبة لنا كانت في غاية الصعوبة. كان من الممكن أن ينقطع التيار الكهربائي بشكل تام. إنه أمر شاق. لكننا نمتلك الآن كهرباء ويمكننا القيام بالعديد من الأشياء. فلا يتعين على أطفالي أداء واجباتهم المدرسية في الظلام بعد اليوم."

وبتوفير ألواح شمسية بقدرة 400 كيلوواط ونظم بطاريات بقدرة 600 كيلوواط/ساعة، يتم تشغيل النظام بشكل أساسي اعتماداً على الطاقة الشمسية، بالإضافة إلى توفير مولد ديزل احتياطي لإنتاج الطاقة خلال موسم الأمطار. تساهم المحطة في توفير استهلاك ما يقرب من 200000 ليتر من وقود الديزل في بليز وتفادي إطلاق حوالي 500 طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنويًا.

ويقول فينيتي موشامب، قائد مجتمع: "تقوم شبكة الكهرباء المصغرة بتزويد المنازل والمدارس والعيادات ومرافق ضخ المياه والعمليات السياحية بالكهرباء. فقد عانى السكان قبل تركيب هذه الشبكة من تقطع الكهرباء لمدة 30 عاماً أو حتى انقطاعها تماماً. لقد ساهمت "مصدر" في إحداث نقلة نوعية لم يشهدها مجتمع انديان كريك من قبل".

وقد تم تحقيق هذا التحول من خلال تزويد القرى بكهرباء نظيفة وموثوقة، وذلك بفضل مشروع توفير الكهرباء لريف بليز الذي نفذته "مصدر" من خلال صندوق الإمارات الكاريبي للطاقة المتجددة.

تم إطلاق صندوق الإماراتالكاريبي للطاقة المتجددة بقيمة 50 مليون دولار أمريكي خلال أسبوع أبوظبي للاستدامة 2017، وكان ثمرة شراكة بين وزارة الخارجية والتعاون الدولي و"مصدر" وصندوق أبوظبي للتنمية، المؤسسة الوطنية الرائدة في دولة الإمارات التي تدعم تطوير مشاريع تنموية على المستويين المحلي والعالمي.

وفي تعليق له، يقول ميشيل شيبات، وزير المرافق العامة في دولة بيليز: "هذا مشروع في غاية الأهمية بالنسبة لنا كحكومة، ولطالما كانت "مصدر" شريكاً مهماً فيه، حيث نستفيد من خبراتها الواسعة في مشاريع الطاقة المتجددة."

في حين يقول باسل دحلة، مدير مكتب "مصدر" لمنطقة الأمريكيتين: "إن الجزر بشكل عام وجزر البحر الكاريبي على وجه الخصوص من أكثر البيئات التي تواجه تبعات التغير المناخي. وإننا ننظر بعين الاهتمام إلى إحداث تأثير إيجابي في هذه الاقتصادات وتزويدها بمصادر للطاقة النظيفة."

ويؤكد دحلة أنه من شأن توفير استثمارات في قطاع الطاقة النظيفة ضمن القرى، المساهمة في توفير ظروف معيشية أفضل لمعظم السكان.

وتقول فيلما راش، مواطنة في انديان كريك: "حياتنا تغيرت بفضل "مصدر"، لقد جاءت هنا للمساهمة في تطوير مجتمعنا".