• زينب آل علي: قمنا بتوفير بيئة رقمية افتراضية متكاملة لضمان استمرارية برامجنا خلال هذه الظروف الاستثنائية
• مشاركون: البرامج التي توفرها المنصة ساعدت الشباب في اكتساب خبرات واسعة وتكوين فكرة عملية عن أهمية وتنامي قطاع الاستدامة حول العالم
تبذل دولة الإمارات منذ تأسيسها جهوداً رائدة في تمكين ورعاية الشباب كونهم يمثلون مستقبل الأمة ومحور تطوير المجتمع والاقتصاد، وقد أولت القيادة الرشيدة في الدولة اهتماماً كبيراً بهذه الفئة وأتاحت لهم العديد من الفرص التي تضمن تطوير إمكاناتهم وتأهيلهم لكي يتمكنوا من ممارسة دورهم الحيوي في دعم جهود التنمية الوطنية.
وانسجاماً مع هذه الرؤية وإدراكاً منها بأهمية الشباب في قيادة مستقبل الاستدامة في الإمارات والعالم، فقد أطلقت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر" منصة "شباب من أجل الاستدامة" تحت رعاية سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي رئيس مكتب أبوظبي التنفيذي، حيث تهدف إلى تزويد الشباب بالمهارات التي تمكنهم من بناء مسيرة مهنية في قطاع الاستدامة، وذلك عبر توفير ورش عمل متخصصة وتجارب عملية تسهم في تمكين الشباب وإعدادهم بالشكل الأمثل لمهن ووظائف المستقبل وتهيئتهم لقيادة مستقبل الاستدامة.
برامج لتمكين الشباب
وتشمل منصة "شباب من أجل الاستدامة" سلسلة من البرامج التي تركز على الطلاب ورواد الأعمال الشباب وتتضمن برنامجي سفراء الاستدامة، وقادة مستقبل الاستدامة. وتهدف هذه المبادرة إلى استقطاب 50 ألف شاب من مختلف أنحاء العالم بحلول عام 2030.
ويركز برنامج سفراء الاستدامة على إعداد طلبة المدارس الثانوية ليصبحوا سفراء في مجال الاستدامة وذلك من خلال تزويدهم بالمعارف والمهارات والتدريب ومنحهم الفرصة لخوض تجارب حقيقية وبناء علاقات عبر المشاركة في سلسلة من الفعاليات على مدار العام الدراسي.
وقد تم إطلاق البرنامج في العام 2016 تحت مسمى "برنامج سفراء الملتقى الحصري للطلبة" بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم الإماراتية، وتم تغيير اسم البرنامج ليصبح "سفراء الاستدامة" وتطويره بحيث يتماشى بشكل أكبر مع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.
أما برنامج قادة مستقبل الاستدامة الذي يمتد على مدار العام، فهو يجمع طلاب الجامعات والمهنيين الشباب بقادة عالميين وصانعي السياسات ورواد التكنولوجيا، حتى يتمكنوا من التعرف على أحدث السياسات وأفضل الممارسات في مجال الاستدامة. ويوفر البرنامج ورش عمل تخصصية تغطي مجالات الطاقة المتجددة والاستدامة وتقنيات الفضاء وسياسات الطاقة الخاصة بالتنمية المستدامة وريادة الأعمال.
كما تقيم المنصة فعالية "مركز شباب من أجل الاستدامة" خلال أسبوع أبوظبي للاستدامة في كل عام ويعتبر المركز بمثابة منطقة مخصصة لتأهيل الشباب خلال الأسبوع، ويتضمن منتدى شباب من أجل الاستدامة، ومعارض لمشاريع الطلاب والشركاء، وورش عمل وجلسات نقاش معرفية، وحلقات للتعليم الافتراضي ومعرض مهارات المستقبل. ويهدف المركز إلى تثقيف الشباب حول أهمية الاستدامة، ويستقطب خلال الأسبوع ما يقرب من 3000 طالب، كما يستقبل العديد من الشخصيات رفيعة المستوى والوفود المحلية والعالمية.
إعداد جيل مثقف
وتعليقاً على هذه المبادرة أكدت زينب آل علي، مدير أول للتوعية وعلاقات الشركاء في "مصدر"، بأن إطلاق منصة "شباب من أجل الاستدامة" جاء نتيجة لحرص مصدر على الاستثمار في الشباب كأداة فاعلة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة التي تسعى إليها دولة الإمارات في المستقبل، مشيرة إلى أن الهدف من وراء هذه المنصة هو إعداد جيل واع ومثقف ومطلع على قضايا الاستدامة ومؤهل لقيادة أجندتها العالمية.
وأشارت زينب آل علي بأن المنصة توفر فرصاً استثنائية لفئة الطلاب في المرحلتين الثانوية والجامعية، من خلال الاحتكاك بأبرز الخبراء والمفكرين في قطاع الاستدامة وتزويدهم برؤى وأفكار تساعدهم في استكمال مسيرتهم في هذا المجال، فضلاً عن العديد من ورش العمل والجلسات المعرفية التي تعقد على مدار العام.
وأوضحت آل علي أن المنصة تواصل جهودها في تمكين الشباب خلال ظروف جائحة (كوفيد- 19) التي يمر بها العالم والتي فرضت التباعد الاجتماعي، وقالت: "قمنا بإجراء تعديلات على برنامجي سفراء الاستدامة وقادة مستقبل الاستدامة بما يضمن استمرارهما في هذه الظروف الاستثنائية من خلال توفير بيئة رقمية افتراضية متكاملة".
وأكدت بأن المنصة تقوم باستضافة ورش عمل افتراضية بالتعاون مع شركائها كدائرة الطاقة، وتبريد، و"ألبين ليمتد"، وقد أطلقت ورشة تدريبية لريادة الأعمال عبر الإنترنت لمدة شهر، مخصصة للمشاركين في برنامج قادة مستقبل الاستدامة. كما تعاونت مع مؤسسة عبد الله الغرير للتعليم لتوفير دورات تدريسية عبر الانترنت للطلبة المشاركين في منصة "شباب من أجل الاستدامة" بهدف تطوير مهاراتهم وإعدادهم لمرحلة الجامعة ومن ثم دخول سوق العمل.
كما تدعم المنصة التحدي الافتراضي للابتكار عن بعد "كوفـ – هاكثون"، الذي أطلقته مؤخراً وزارة التغير المناخي والبيئة ويستهدف تحفيز رواد الأعمال والمبتكرين والشركات الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على العمل على إيجاد حلول ابتكارية تعتمد على التفكير الإبداعي وتوظيف أحدث التقنيات لضمان مرونة سلاسل الإمداد الغذائي عالمياً وتعزيز التحول نحو اقتصاد دائري للغذاء.
وقد نجحت منصة "شباب من أجل الاستدامة" منذ تأسيسها في استقطاب 12 ألف طالب من خلال البرامج المخصصة للشباب، ونظمت أكثر من 20 ورشة عمل وبرنامج تدريبي، وخرّجت 400 مشاركاً من برنامجي سفراء الاستدامة وقادة مستقبل الاستدامة منذ عام 2016، كما كشفت عن 25 حلاً مستداماً تم تقديمها في منطقة خارج المختبرات ضمن مركز شباب من أجل الاستدامة خلال أسبوع أبوظبي للاستدامة.
فرصة ثمينة
وحول مشاركته في برامج منصة شباب من أجل الاستدامة قال حمدان محمد كرمستجي: "تمثل المشاركة في برنامج قادة مستقبل الاستدامة فرصة ثمينة أتاحت لي الاطلاع من منظور أرحب على آفاق ومستقبل الاستدامة والتواصل مع قادة بارزين في مختلف القطاعات لأنهل من تجاربهم وأفكارهم القيمة والاستفادة منها في بناء مسيرة مهنية ناجحة أساهم من خلالها في ترسيخ مكانة الإمارات الرائدة في مجال الاستدامة".
وأضاف: "لطالما رغبت بالتواصل مع أمثالي ممكن يشاركونني الاهتمام بقضايا الاستدامة، ومقابلة خبراء وقادة قطاعات مشغولين بتسخير الابتكار كوسيلة من أجل تنفيذ أجندة الاستدامة، وهذا ما وجدته من خلال برنامج قادة مستقبل الاستدامة، الذي يشكل منبراً مهماً لتبادل التجارب والأفكار والتصورات حول دفع عملية التنمية المستدامة وبناء المستقبل المنشود".
من جهتها أكدت سيمارنا سينغ على أهمية منصة شباب من أجل الاستدامة ودورها في مساعدة الشباب في تكوين فكرة عملية عن أهمية وتنامي قطاع الاستدامة حول العالم والجهود المبذولة من أجل إيجاد حلول كفيلة بالحفاظ على موارد كوكبنا وبناء اقتصادات خضراء، فضلاً عن مناقشة قضايا الاستدامة مع نخبة من قادة الفكر والأعمال من مختلف أنحاء العالم.
اكتساب الخبرة
وأعرب منصور أنيس عن سعادته بالمشاركة في "برنامج سفراء الاستدامة" الذي أتاح له فرصة المشاركة في ورش عمل متخصصة وأنشطة ساهمت في صقل معرفته بمفاهيم الاستدامة والقيادة والعمل الجماعي، بالإضافة إلى الاطلاع على مهارات المستقبل، واكتساب خبرات تمكنه من إيجاد حلول بطرق مبتكرة، والتعرف على سبل المساهمة في دعم تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.
وقالت شما ابراهيم غافان آل علي: "إن برنامج قادة مستقبل للاستدامة وفر لي تجربة تعليمية غنية مكنتني من إثراء معارفي وتطوير شخصيتي وتنمية مهاراتي وأعدتني بالشكل الأمثل من أجل التطلع للاضطلاع بدور مهم وفاعل في صياغة مستقبل بلادي ودعم جهودها للتحول نحو مستقبل مستدام".
فيما أشارت اليس أحمد إلى أن تقرير "مهارات المستقبل 2030" الذي أعدّته منصة "شباب من أجل الاستدامة"، كان في غاية الأهمية حيث أتاح لها فرصة التعرف على 14 مهارة أساسية سوف تحتاجها مع زملائها الشباب في السنوات العشر المقبلة للتكيف مع سوق العمل الذي يشهد تطوراً متسارعاً. وأعربت روان عن سعادتها بالمشاركة في البرامج التدريبية التي تتناول المهارات التي حددها التقرير، وهي مستمرة حتى في ظل هذه الظروف الاستثنائية وذلك عبر تقنيات الاتصال عن بعد، حيث مهّدت هذه الجائحة الطريق لتسريع الانتقال لاعتماد هذه الوسائل والتقنيات في التعلّم وساهمت في تسريع الاعتماد على المهارات الأربعة عشر وبينت ضرورة التمتع بهذه المهارات في الوقت الراهن.
ومن جانبه، أكد وي هو لوه أن سلسلة الأنشطة التي تقدمها منصة "شباب من أجل الاستدامة" والتي تضم جلسات نقاش معرفية ساهمت بدور كبير في زيادة الوعي لدى جميع المشاركين للقيام بدور فاعل في تنفيذ أجندة الاستدامة واكتساب فهم أعمق حول كيفية المساهمة بشكل إيجابي في تنفيذ أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.
-انتهى-