برنامج "الرائدات" يناقش التحديات المناخية في المجتمعات التي تعاني من ندرة المياه في المغرب
-
اختتام دورة تدريبية ضمن برنامج "وايزر كيرز"حول قدرة القطاع الزراعي على التكيف أقيمت على مدى خمسة أيام في مدينة مراكش المغربية
-
الدورة التدريبية ناقشت ثلاثة تحديات مناخية أساسية تواجه قطاع الزراعة، وهي ندرة المياه، وتدهور التربة وتآكلها، والتهديد الذي تشكله الآفات والأمراض المنتشرة
-
18 مشاركة من برنامج "الرائدات" والمجتمع المحلي تطرقن بشكل معمق إلى قدرة القطاع الزراعي على التكيف مع الظروف المناخية
أعلنت منصة "السيدات للاستدامة والبيئة والطاقة المتجددة" المبادرة العالمية التي تم تأسيسها من قبل كل من شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر" وجائزة زايد للاستدامة، عن اختتام دورة تدريبية جديدة بنجاح ضمن برنامج "وايزر كيرز".
وأقيمت الدورة التدريبية في مدينة مراكش المغربية تحت عنوان "قدرة القطاع الزراعي على التكيف: الابتكارات التكنولوجية وأفضل الممارسات المتبعة ضمن المجتمعات التي تعاني من ندرة المياه"، وذلك في إطار جهود البرنامج متعدد التخصصات التابع لمنصة "السيدات للاستدامة والبيئة والطاقة المتجددة" والذي يركز على تفعيل دور المشاركات في تعزيز مقومات التنمية المستدامة ضمن المجتمعات.
وفي هذه المناسبة، أكدت الدكتورة لمياء نواف فواز، المدير التنفيذي لإدارة الهوية المؤسسية والمبادرات الاستراتيجية في "مصدر" ومديرة ادارة منصة "السيدات للاستدامة والبيئة والطاقة المتجددة" على أهمية هذه الدورة التدريبية ومدى مساهمتها في رفع مستوى الوعي لدى المشاركات حول قضية توفير المياه والوصول إلى مصادرها، وقالت: "نحن فخورون بإقامة هذه الدورة ضمن برنامج "وايزر كيرز" في المملكة المغربية الشقيقة، وذلك في إطار جهود "مصدر" المتواصلة لتمكين النساء والشابات وتزويدهن بالمعارف والمهارات اللازمة ليصبحن رائدات مؤهلات للعب دور فاعل ضمن مجتمعاتهن ومساهمات في بناء عالم أكثر استدامة".
وأضافت فواز: "انطلاقاً من الركائز الأساسية للمنصة المتمثلة في التعليم والمشاركة والتمكين، يسعى برنامج "وايزر كيرز" إلى توفير دورات تدريبية تعزز المهارات العملية والنظرية والقيادية للنساء من خلال توفير فرص التبادل الثقافي وبناء الروابط القائمة على الاستدامة والتي تدعم الجهود الرامية إلى تسريع التحول نحو الطاقة النظيفة في المناطق الريفية الواقعة خارج نطاق الشبكة الرئيسية."
وركزت الدورة التدريبية، التي أشرف عليها خبراء عالميون ومحليون، على مناقشة ثلاثة تحديات مناخية أساسية تواجه قطاع الزراعة، وهي ندرة المياه، وتدهور التربة وتآكلها، والتهديد الذي تشكله الآفات والأمراض المنتشرة. وقد ضمت الدورة 18 مشاركة، 13 من برنامج "الرائدات" التابع لمنصة "السيدات للاستدامة والبيئة والطاقة المتجددة"، و5 متخصصات من المملكة المغربية، حيث تم التطرق بشكل معمق إلى قدرة القطاع الزراعي على التكيف مع الظروف المناخية.
وشملت قائمة المؤسسات المشاركة كلاً من جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، ومؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، والمعهد الوطني للبحث الزراعي، ومتحف محمد السادس لحضارة الماء، ومزرعة "سيبا- بيير رابحي"، وحدائق "جنان تامسنا".
وتلقى المشاركون خلال البرنامج سلسلة من المحاضرات والتجارب العملية، وتضمن ذلك القيام بزيارات ميدانية للمزارع ومراكز البحوث والأعمال التجارية الزراعية. وأتاحت هذه التجربة العملية المكثفة للمشاركين فرصة التعرف عن كثب على التحديات المناخية التي تواجهها المجتمعات التي تعاني من شح المياه. وقد تبع ذلك إجراء نقاشات حول مجموعة واسعة من استراتيجيات التكيف الزراعي التي تهدف إلى معالجة انعدام الأمن الغذائي وتعزيز الاكتفاء الذاتي الاقتصادي.
وفي هذا الخصوص، قالت توسين جورج، استشارية عمليات طاقة شمسية في "غارفانا انرجي" ومنتسبة لبرنامج الرائدات 2024: "لقد وفر لنا هذا البرنامج فرصة مهمة للتعلم حول طرق الابتكار المتبعة في العديد من المجمتعات والمعاهد ومؤسسات المجتمع المدني الرائدة في اتباع نهج زراعي قادر على التكيف وتطبيق هذه الدروس في معالجة تحديات حقيقية. سوف أحمل ما تعلمته من أساليب وأفكار إلى مجتمعي للمساعدة في التأهب بشكل أفضل للتحديات المناخية التي نواجهها".
وتم في ختام البرنامج تنظيم ورش عمل حول الزراعة والحصاد، واستعراض سبل الاستفادة من الطاقة الشمسية لضخ المياه والحفاظ عليها، بالإضافة إلى القيام بزيارة إلى "متحف حضارة الماء" في مراكش، حيث تم التركيز على الإدارة التقليدية للمياه والمشاركة المجتمعية.
من جانبه، قال الدكتور رضوان شكر الله، أستاذ أول بمركز الابتكار الزراعي ونقل التكنولوجيا في جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية: "سررنا بتقديم هذه التجربة التعليمية المهمة في إطار برنامج(وايزز كيزز)، فتزويد الجيل القادم من القيادات النسائية بالمعرفة والأدوات اللازمة لمواجهة تحديات المناخ أمر بالغ الأهمية لبناء مجتمعات مرنة وآمنة غذائياً."
وتمثل منصة "السيدات للاستدامة والبيئة والطاقة المتجددة" مبادرة عالمية تركز على تمكين المرأة لتساهم بدور فاعل في إحداث التغيير المستدام وتحفيز الابتكار. وتم إطلاق المنصة في إطار الالتزام الراسخ لقيادة دولة الإمارات بتعزيز دور المرأة؛ تكريساً لرؤية الأب المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيّب الله ثراه". وتماشياً مع الأهداف العالمية للحياد المناخي، وتدرك المنصة ضرورة بذل المزيد من الجهود لدعم المرأة وتعزيز دورها ومشاركتها في الجهود المناخية العالمية.
تم إطلاق برنامج "الرائدات" التابع لمنصة "السيدات للاستدامة والبيئة والطاقة المتجددة" في عام 2018، وهو يستمر على مدار العام، ويستضيف سنوياً نساء من حول العالم ممن تتراوح أعمارهن بين 25 و35 عاماً، ويتيح لهن المشاركة في ورش عمل تعليمية متخصصة كما يوفر للمشاركات فرص التواصل مع خبراء وشخصيات عالمية بارزة لتحفيز إعداد قيادات نسائية في مجال الاستدامة.