"مصدر" تسهم بدور فاعل في دعم منظومة الابتكار الوطنية
تماشياً مع توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بإقامة "شهر الإمارات للابتكار" طيلة شهر فبراير الحالي، وذلك بما ينسجم مع الاستراتيجية الوطنية للابتكار الهادفة إلى جعل الإمارات ضمن الدول الأكثر ابتكاراً على مستوى العالم، تلعب شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر"، دوراً محورياً في دعم رؤية القيادة الرشيدة في دولة الإمارات والرامية إلى تعزيز روح المبادرة والابتكار في جميع إمارات الدولة.
وقد أشار الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، في كلمته التي ألقاها خلال القمة العالمية للحكومات التي عقدت مؤخراً في دبي، إلى استشراف دولة الامارات للمستقبل وحرصها على تبني مشاريع الطاقة البديلة المتجددة، مشيراً سموه إلى تأسيس شركة "مصدر" قبل عشر سنوات.
ويكمن الابتكار في صميم مهمة شركة "مصدر" حيث تسعى الشركة إلى تسويق التقنيات الجديدة من خلال تطبيقها على أرض الواقع والمساعدة في جذب الاستثمارات، بالإضافة إلى نشر التقنيات المتقدمة على نطاق واسع للمساهمة في تحسين كلفتها وكفاءتها التشغيلية.
النقل المستدام
تواصل "مصدر" مسيرة الإنجازات والابتكارات عبر سلسلة من المشاريع المبتكرة التي سترى النور في غضون الأشهر المقبلة، حيث ستبدأ الشركة قريباً اختبارات الحافلة المستدامة التي يتم تطويرها وتصميمها محلياً، خلال فعالية خاصة في مدينة مصدر التي تعد إحدى أكثر مدن العالم استدامة، بالإضافة إلى تدشين محطة وقود خاصة بمركبات خلايا الوقود الكهربائية الهيدروجينية. كما سيتم تجريب مركبات كهربائية جديدة ذاتية القيادة في مدينة مصدر في أوائل شهر يوليو المقبل.
وتعتبر "مصدر" في طليعة الشركات الفاعلة في مجال النقل المستدام، وذلك تماشياً مع استراتيجيتها الرامية إلى تخفيض التكاليف وتحسين نوعية الحياة داخل مدينة مصدر في أبوظبي. وقد تم تكريس جلسة نقاشية حول اتجاهات النقل الجديدة خلال أسبوع أبوظبي للاستدامة 2018، في حين نشرت "مصدر" تقريراً بدعم من "بلومبرج لتمويل الطاقة الجديدة"، حول النتائج المتوقعة لاستخدام الطاقة النظيفة في قطاع النقل من أجل تطوير مدن المستقبل.وأشار التقرير إلى أن المبيعات العالمية للمركبات الكهربائية يمكن أن تتفوق على مبيعات المركبات العاملة على البنزين بحلول عام 2040.
وتساهم "مصدر" في الاستفادة من هذه التطورات المهمة حيث ستصل أول مركبة ذاتية القيادة تستوعب 10 ركاب إلى مدينة مصدر هذا الصيف، ليتبع ذلك وصول أسطول مكون من 7 مركبات أخرى في عام 2019، مما يوفر وسيلة تنقل خالية من الانبعاثات للزوار والموظفين والمقيمين حول مساحة تقدر بستة كيلومترات مربعة.
وسيشكل افتتاح محطة لتزويد مركبات خلايا الوقودالهيدروجينية في مدينة مصدر إنجازاً مهماً كونها ثاني محطة من نوعها في دولة الإمارات ضمن تجمع للسكن والأعمال. وستكون المحطة قادرة على خدمة العديد من المركبات في دقائق معدودة، وسيتم إنشاء المحطة كجزء من اتفاق التعاون الذي أعلن عنه العام الماضي بين "مصدر" وكل من "أدنوك" و"إير ليكيد" والفطيم للسيارات التي توزع سيارات تويوتا.وستعمل المحطة على إدارة إنتاج الوقود في الموقع، واستخراج الهيدروجين من الماء باستخدام الكهرباء.
ابتكارات الطاقة النظيفة
ومن المقرر أن يبدأ في شهر أبريل المقبل توليد أول 200 ميجاواط من الطاقة الكهروضوئية ضمن المرحلة الثالثة من توسعة مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية الذي تبلغ الطاقة الإجمالية للمرحلة الثالثة منه 800 ميجاواط، والذي يجري تطويره من قبل "مصدر" بالشراكة مع هيئة كهرباء ومياه دبي، وذلك مع اكتمال تركيب الألواح الشمسية التي تتبع حركة الشمس بواسطة روبوتات خاصة.
كما أعلنت "مصدر" خلال أسبوع أبوظبي للاستدامة 2018 عن توقيع اتفاقية تعاون مع شركة النفط والغاز النرويجية "ستات أويل" لدراسة أداء وتحليل بيانات نظام تخزين الطاقة المتكامل لبطارية "باتويند" المصممة لتخزين الطاقة التي تنتجها محطة "هايويند سكوتلاند"، أول محطة عائمة لطاقة الرياح البحرية على نطاق تجاري في العالم والتي تم تدشينها من قبل الجانبين في أكتوبر الماضي.
كما تنفذ "مصدر" أبحاثاً في غنتوت لدراسة جدوى بدائل موفرة للطاقة لتحلية مياه البحر المكلفة والتي تعتمد على الغاز الطبيعي.وقد قامت خمس شركات دولية باختبار تقنيات تحلية مختلفة على مدى عامين في الموقع المذكور، بما في ذلك التناضح العكسي بالطاقة الشمسية، وهي تقنية تتم فيها تنقية المياه المالحة من خلال أغشية فائقة الدقة.وأشار تقرير نشرته "مصدر" خلال أسبوع أبوظبي للاستدامة أن التقنية الجديدة أكثر كفاءة في استخدام الطاقة بنسبة تصل إلى 75 في المائة بالمقارنة مع تقنيات التحلية الحرارية المستخدمة حالياً في دولة الإمارات.وعلاوة على ذلك، فإن تطبيق هذه الحلول يمكن أن يحقق وفورات سنوية في الطاقة تبلغ نحو 550 مليون دولار أمريكي.
مبادرات لتعزيز الابتكار
وفي إطار دعمها للشركات الناشئة والمشاريع الواعدة في مجال الطاقة، أسست "مصدر" وحدة دعم الابتكار التكنولوجي كأول حاضنة لتسريع الأعمال تركز على الاستدامة في المنطقة، حيث فتحت الشركة باب استقبال الطلبات خلال مشاركتها في فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة 2018 لتلبية العدد المتزايد من المشاريع الريادية في مجال التكنولوجيا النظيفة، لا سيما في دولة الإمارات.وتعمل وحدةدعمالابتكارالتكنولوجي على دعم المشاريع الناشئة إلى جانب التدريب العملي والتوجيه المهني.
ونظراً لأهمية مادة الجرافين التي يمكن أن تمثل في المستقبل العنصر الأساسي المستخدم في تصفية الملح والشوائب من مياه البحروالتي تتميز بالقوة والمرونة وفعالية العزل والتصفية، فقد أعلنت "مصدر" عن تأسيس "مركز ابتكار هندسة الجرافين" في جامعة مانشستر في إنجلترا حيث سيحمل المبنى اسم "مبنى مصدر". ويهدف المركز إلى إجراء بحوث في مجال المواد المتقدمة والمساهمة في تسويق المنتجات والتقنيات المصنوعة من مادة الجرافين.
ومن المنتظر أن تساهم هذه الاستثمارات المبتكرة في دعم الدور الرائد الذي تلعبه دولة الإمارات في نشر التكنولوجيات النظيفة القابلة للتطبيق في الوقت الحاضر وإيجاد حلول مستدامة يمكن تطبيقها مستقبلاً،وهذا هو جوهر استراتيجية الابتكار في دولة الإمارات التي تلتزم بها "مصدر" بشكل كامل.