شركة "مصدر" وجامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا يجريان أبحاثاً حول تجمد البحار وكفاءة الطاقة في القارة القطبية الجنوبية
التعاون يأتي في إطار توقيع خطاب نوايا مع وزارة البيئة والطاقة الأسترالية خلال أسبوع أبوظبي للاستدامة 2018
71 يناير 2018 – أبوظبي، دولة الإمارات العربية المتحدة:أعلنت كل من شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر"، وجامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا، والحكومة الأسترالية، عن عزمها التعاون في مشروع بحثي لدراسة تجمد البحار وكفاءة استهلاك الطاقة في القارة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا)، بهدف تعزيز الإلمام بمدى وطبيعة تأثير التغير المناخي والاحتباس الحراري على القارة. وقد جرى الإعلان على هامش فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة، أحد أكبر التجمعات العالمية المعنية بالاستدامة.
وبحضور معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير التغير المناخي والبيئة الإماراتي، تم التوقيع رسمياً على خطاب نوايا من قبل كلٍ من محمد جميل الرمحي، الرئيس التنفيذي لـ "مصدر"، وآرثر سبيرو، السفير الأسترالي لدى دولة الإمارات نيابة عن شعبة أنتاركتيكا الأسترالية (ADD) التابعة لوزارة البيئة والطاقة الأسترالية، والدكتور عارف سلطان الحمادي، مدير جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا ونائب الرئيس التنفيذي بالوكالة.
وسوف ينطلق المشروع في شهر فبراير القادم بإرسال حملة علمية مشتركة لزيارة القارة القطبية الجنوبية، بهدف رصد كفاءة استهلاك الطاقة، ودراسة إمكانية استخدام الطاقة المتجددة في محطات البحث الأسترالية في القارة.
وفي معرض تعليقه على الشراكة، قال محمد جميل الرمحي: "ترتبط دولة الإمارات وأستراليا بعلاقات وثيقة ويجمعهما التزام مشترك بدعم البحث العلمي والتكنولوجيا النظيفة. ونتطلع إلى تعزيز التعاون العلمي بين البلدين من خلال هذه الجهود البحثية في القارة القطبية الجنوبية، التي ستساهم في إثراء خبرات كافة المشاركين."
وأضاف الرمحي: "تأتي هذه الشراكة بمثابة دليل آخر على الفوائد بعيدة المدى للتكنولوجيا النظيفة، سواء في المناطق الأكثر حرارة أو برودة في العالم."
من جانبه، قال الدكتور عارف سلطان الحمادي: "يسعدنا إبرام هذه الشراكة مع شعبة أنتاركتيكا الأسترالية في مجال أبحاث تجمد البحار، وذلك انطلاقاً من دور معهد مصدر الرائد عالمياً في مجال التقنيات النظيفة والذي يساهم في إيجاد حلول للقضايا الخاصة بالبيئة ويدعم قطاع الاستدامة من خلال التركيز على الأنشطة البحثية وإعداد جيل من الباحثين من ذوي القدرات القيادية والتفكير النقدي بمجال العلوم التطبيقية والهندسة. تعكس هذه الاتفاقيات العابرة للحدود المكانة الراسخة لدولة الإمارات كوجهة للخبرات على صعيد أحدث التقنيات، مثل الطاقة النظيفة ورصد الأرض. كلنا ثقة بأن خطاب النوايا الذي تم التوقيع عليه بشأن تبادل المعرفة للباحثين والطلبة من خلال منح التفرغ الدراسي أو البعثات العلمية أو برامج الباحث الزائر أو غيرها من المبادرات الرامية إلى التبادل المعرفي، سوف يعود بالنفع على كافة الأطراف المشاركة بها."
ويترأس الدكتور مروان تميمي، أستاذ مشارك في الهندسة الكيميائية والهندسة البيئية في جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا، المهام الخاصة بدراسة تجمد البحار ضمن المشروع البحثي، والتي تهدف إلى تسخير أحدث التقنيات في مجال الاستشعار عن بُعد وجمع البيانات والتحليل والتنبؤ، لتحقيق فهم أفضل لآثار تغير المناخ على خصائص وسلوك الجليد البحري في القارة القطبية الجنوبية.
ولدى الدكتور تميمي أكثر من 50 ورقة بحثية منشورة في مجلات علمية محكّمة. وتشمل مشاريعه البحثية الأخيرة المساهمة في توفير معلومات دقيقة وقيّمة في مجال المناخ وعمليات المياه باستخدام تقنيات الاستشعار عن بُعد وأنظمة المعلومات الجغرافية؛ والمساعدة في دعم القرارات المتعلقة بالمناخ والتنبؤ بالظروف المناخية القاسية، وتطوير منصات على الإنترنت لتوفير وصول سريع وسهل لبيانات خاصة بمخاطر الطقس والظروف الجوية الصعبة، والقيام بعمليات الرصد الأرضية، بما يساهم في تحسين عمليات تطوير النماذج الرقمية ومنتجات الأقمار الاصطناعية في مجالي المياه والمناخ.
وسيتوجّه فريق من "مصدر" إلى محطة "كاسي" الأسترالية للأبحاث لتقييم فرص تعزيز كفاءة استهلاك الطاقة وإمكانية استخدام الطاقة المتجددة في المحطات البحثية الأسترالية الثلاث التي تعمل على مدار العام، وإعداد تقارير حول الأثر البيئي وأفضل الممارسات.
وقال د. نك غيل، مدير شعبة أنتاركتيكا الأسترالية، التابعة لوزارة البيئة والطاقة الأسترالية: "يعد أسبوع أبوظبي للاستدامة 2018 المنصة المثالية للاحتفاء بالعلاقات الأكاديمية الوثيقة بين أستراليا ودولة الإمارات العربية المتحدة وتعزيزها".
وأضاف: "إن البيئة البكر والقاسية في الوقت نفسه لقارة القطب الجنوبي تمثل البوابة للتنبؤ بتغيرات وتأثير المناخ والطقس عالمياً".
وتعد القارة القطبية الجنوبية أكثر مناطق العالم برودة، وهي كتلة أرض مغطاة بغطاء جليدي يصل سمكه إلى أربعة كيلومترات ويعتقد أنه يحتوي على ما يصل إلى 70% من المياه العذبة في العالم. وهي واحدة من أكثر النظم البيئية حساسية في العالم، ولها تأثير كبير على المناخ العالمي. وشهدت هذه القارة زيادات في درجة حرارة الهواء تساوي خمسة أضعاف معدل الاحترار العالمي، مما تسبب في تغييرات بيئية كبيرة في البيئة المادية والحية لهذه القارة الحساسة.
ومنذ تأسيسها في عام 2006، تساهم شركة "مصدر" في النهوض بالابتكار في مجال التكنولوجيا النظيفة. وقد سعت الشركة من خلال شراكات تجمعها مع جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا، ووحدة دعم الابتكار التكنولوجي، ومركز ابتكار وهندسة الجرافين، وغيرها من المؤسسات والجهات المعنية، إلى تطوير تقنيات مبتكرة ذات جدوى تجارية لمعالجة بعض من قضايا الطاقة والاستدامة الأكثر إلحاحاً.
وتشارك "مصدر" في العديد من المشاريع القائمة على الابتكار، من ضمنها مركز للبحث والتطوير لمشاريع الطاقة الشمسية والطاقة الشمسية الحرارية، ونظام متكامل لبحوث الطاقة والزراعة بمياه البحر، وبرنامج متكامل لتطوير حلول تحلية المياه باستخدام الطاقة الشمسية، ما يعكس التزامها بمواصلة دورها الرائد في بناء مستقبل الطاقة النظيفة.