Listen text or icon
استخدام منخفض الكربون

شراكة استراتيجية بين "إيبردرولا" و"مصدر" لاستثمار 15 مليار يورو في مشاريع طاقة الرياح البحرية

05 ديسمبر 2023
254
الأخبار الشركة
UAE entities launch first-of-its-kind research consortium for renewable and advanced aviation fuels

"مصدر" تستثمر في مشروع "إيست إنجليا 3" بالمملكة المتحدة في أعقاب الاتفاق على مشروع محطة "إيغل بحر البلطيق"

وقّعت "إيبردرولا" و"مصدر"، الشركتان الرائدتان عالمياً في قطاع الطاقة النظيفة، اليوم، اتفاقية شراكة استراتيجية بقيمة 15 مليار يورو لاستشكاف فرص التطوير المشترك لمشاريع طاقة رياح بحرية وهيدروجين أخضر في عدد من أبرز الدول الرائدة في هذا القطاع كألمانيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية.

وجاء توقيع الاتفاقية بين الجانبين خلال مشاركتهما في مؤتمر الأطراف (COP28)، وذلك في أعقاب نجاح اتفاقية الاستثمار المشترك في مشروع محطة "إيغل بحر البلطيق" بألمانيا، وفي خطوة جديدة تعتزم "مصدر" استكشاف آفاق الشراكة الاستثمارية في مشروع "إيست إنجليا 3" لطاقة الرياح البحرية في المملكة المتحدة، والذي تبلغ قدرته نحو 1,400 ميجاواط، مع امتلاكها 49% من المشروع. وهذا الاتفاق حالياً في مرحلة متقدمة من التفاوض ومن المتوقع الإعلان عنه بحلول نهاية الربع الأول من عام 2024.

ومن المقرر أن يتم التشغيل الكامل لمشروع "إيست إنجليا 3"، الذي لا يزال قيد الإنشاء حالياً، بحلول الربع الأخير من عام 2026. كما حصلت محطة طاقة الرياح على عقد فروقات مرتبط بمؤشر الأسعار الاستهلاكية لمدة 15 عاماً من حكومة المملكة المتحدة في يوليو 2022، حيث سيوفر المشروع إمدادات الطاقة لأكثر من 1.3 مليون منزل في بريطانيا، فضلاً عن توفير 2,300 فرصة عمل وإزالة 4.9 مليون طناً من الانبعاثات الكربونية سنوياً دعماً لأهداف الحياد المناخي.

وبالإضافة إلى صفقة "إيست إنجليا 3"، تتعاون الشركتان للاستثمار في مجموعة من مشاريع طاقة الرياح البحرية والهيدروجين الأخضر المستقبلية في أوروبا وغيرها من الأسواق. وبينما يعمل الطرفان حالياً على استكشاف المزيد من الفرص، تشير التوقعات إلى وصول القيمة الإجمالية للاستثمارات المشتركة بينهما في قطاع طاقة الرياح البحرية والهيدروجين الأخضر إلى 15 مليار يورو. كما تؤكد الخطط، التي كُشف عنها على هامش مؤتمر الأطراف (COP28) في دولة الإمارات، التزام الجانبين الراسخ بتسريع جهود التحول العالمي في مجال الطاقة.

وبهذه المناسبة، قال معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة رئيس مؤتمر الأطراف (COP28) رئيس مجلس إدارة "مصدر": "تماشياً مع رؤية القيادة بدعم التنمية المستدامة ونشر حلول الطاقة النظيفة وتعزيز التعاون الدولي في مجال العمل المناخي، تأتي هذه الاتفاقية بين شركتي "مصدر" و"ايبردرولا" للاستفادة من قدراتهما وخبراتهما الكبيرة والمتميزة في تطوير حلول الطاقة المتجددة في أوروبا والعالم، وهو ما يدعم أهداف مؤتمر الأطراف (COP28) بضرورة مضاعفة إنتاج الطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول عام 2030، سعياً للمحافظة على إمكانية تفادي تجاوز ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض مستوى 1.5 درجة مئوية".

وتعليقاً على هذا الموضوع، قال إغناسيو غالان، رئيس مجلس إدارة شركة إيبردرولا: "يتمثل أحد أهم طموحات (COP28) في الوصول إلى اتفاق دولي لزيادة قدرة الطاقة المتجددة بمقدار ثلاثة أضعاف عن مستوياتها الحالية بحلول عام 2030. ويتطلب هذا الأمر تعزيز استثمارات القطاع الخاص بشكل كبير في مجالات الطاقة المتجددة والشبكات والتخزين، فضلاً عن تشكيل التحالفات المبنية على الابتكار، مثل اتفاقيتنا مع شركة مصدر".

وأضاف غالان: "بفضل الجمع بين خبرتنا في مجال الطاقة المتجددة ودعم شركة مصدر وخبرتها، سيتسنى لنا تسريع جهودنا لإنتاج المزيد من الطاقة النظيفة. كما يسرنا في هذا الإطار توسيع التحالف القائم مع شريك رائد وعريق مثل مصدر، انطلاقاً من ألمانيا، حيث نقوم بالفعل ببناء توربينات طاقة الرياح البحرية الجديدة، وصولاً إلى المملكة المتحدة وسائر أنحاء العالم".

ومن جانبه، قال محمد جميل الرمحي، الرئيس التنفيذي لشركة مصدر: "يسرنا التعاون مجدداً مع شركائنا الاستراتيجيين في إيبردرولا، لاستكشاف فرص تطوير واحدة من أكبر محطات طاقة الرياح البحرية في المملكة المتحدة وغيرها من المشاريع المحتملة في أوروبا. وتأتي المملكة المتحدة وأوروبا في طليعة الأسواق الرئيسية لشركة مصدر، لا سيما في ضوء ما تزخر به من وفرة في مصادر الرياح".

وأضاف الرمحي: "بينما نسعى لإنتاج 100 جيجاواط بحلول عام 2030، تركز مصدر على تطوير المشاريع المبتكرة منذ مراحلها الأولى بهدف تعزيز خبراتنا في مجال محطات طاقة الرياح البحرية. ويعود نشاطنا في المملكة المتحدة لأكثر من عشرة أعوام، حيث لعبنا دوراً رائداً في العديد من المشاريع الضخمة، بما فيها أول محطة طاقة رياح بحرية عائمة في العالم. ويتطلع المشاركون في مؤتمر الأطراف COP28 إلى اتخاذ إجراءات لزيادة قدرات الطاقة المتجددة بمقدار ثلاثة أضعاف لضمان مستقبل أكثر استدامة، حيث تُظهر مشاريع مثل محطة طاقة الرياح البحرية إيست إنجليا 3 قدرتنا على توفير فرص العمل وإمداد المنازل بالطاقة وخفض الانبعاثات على حد سواء".

"إيبردرولا": العلامة الرائدة في قطاع طاقة الرياح البحرية

تضم محفظة إيبردرولا العالمية مشاريع طاقة رياح بحرية قيد الإنشاء بقيمة تزيد عن 10 مليارات يورو؛ جميعها ممولة بالكامل ومؤمّنة بسلسلة توريد موثوقة ويتم تسليمها في المواعيد المحددة.

واستهل مشروع "فينيارد" لطاقة الرياح في الولايات المتحدة، أول مشروع طاقة رياح بحرية تجاري على مستوى الدولة، أول عملياته لإنتاج الطاقة النظيفة خلال الأسبوع الجاري.

وفي يوليو من هذا العام، ربطت إيبردرولا محطة سانت بريوك لطاقة الرياح البحرية في فرنسا بشبكة الكهرباء الرئيسية، وهو أول مشروع طاقة رياح بحرية واسع النطاق يجري تسليمه في منطقة بريتاني.

وإلى جانب ذلك، لا تزال محطة "إيغل بحر البلطيق" في ألمانيا قيد الإنشاء، وسيجري تشغيلها عام 2024. ومن المقرر أن تنطلق عمليات الإنتاج في محطتي إيست إنجليا 3 في المملكة المتحدة و"ويندانكر" في ألمانيا في عام 2026.

وتُضاف هذه المشاريع إلى محفظة "إيبردرولا" الحالية من محطات طاقة الرياح البحرية قيد التشغيل والتي تصل استطاعتها إلى 1,258 ميجاواط، بما فيها محطة "ويست أوف دادن ساندز" في بحر أيرلندا، و"ويكينغر" في بحر البلطيق بألمانيا، و"إيست إنجليا 1" في جنوب بحر الشمال، والتي استثمرت فيها الشركة ما يقرب من 4 مليارات يورو.

"مصدر": الشركة الإماراتية الرائدة في مجال الطاقة النظيفة

تعمل "مصدر"، الشركة الرائدة في قطاع الطاقة النظيفة في دولة الإمارات وواحدة من أسرع شركات الطاقة المتجددة نمواً في العالم، على تطوير ونشر تقنيات الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر لمواجهة تحديات الاستدامة العالمية. وأطلقت مصدر، التي تأسست عام 2006، مجموعة من المشاريع في أكثر من 40 دولة لتساعدها على تحقيق أهدافها في مجال الطاقة النظيفة وتعزيز مساعي التنمية المستدامة.

وتستثمر "مصدر" في مشاريع الطاقة النظيفة في المملكة المتحدة وأوروبا منذ عام 2013، بما في ذلك استثمارات كبيرة في قطاع تخزين الطاقة بالبطاريات، والتي تلعب دوراً رئيسياً في حلّ مشاكل انقطاع التيار الكهربائي. واستحوذت "مصدر" العام الماضي على شركة "أرلينغتون" للطاقة، التي تتخذ من لندن مقراً لها وتعمل في تطوير أنظمة بطاريات تخزين الطاقة وتملك أصولاً قيد التشغيل باستطاعة إجمالية تبلغ 170 ميجاواط.

ومن جانب آخر، طورت "مصدر" محطة "هايويند سكوتلاند"، أول محطة عائمة لطاقة الرياح البحرية في العالم، تبلغ استطاعتها 30 ميجاواط وتقع على ساحل اسكوتلندا. وأطلقت مصدر وشركاؤها قبل عقد من الزمن محطة مصفوفة لندن لطاقة الرياح البحرية، والتي كانت الأضخم من نوعها في العالم في ذلك الوقت. ويقع مقر وحدة طاقة الرياح العالمية التابعة لشركة مصدر في لندن، وتنتهج الشركة استراتيجية ترمي إلى الانضمام إلى مجموعة من المشاريع الضخمة في مراحلها الأولى لتعزيز خبراتها كمطور رائد في مجال طاقة الرياح البحرية. 

وتعود ملكية "مصدر" إلى ثلاث شركات هي شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" وشركة أبوظبي الوطنية للطاقة "طاقة" وشركة مبادلة للاستثمار "مبادلة"، وتهدف الشركة إلى تعزيز استطاعة محفظتها من الطاقة المتجددة إلى 100 جيجاواط بحلول عام 2030، وزيادة القدرة السنوية لإنتاج الهيدروجين الأخضر إلى نحو مليون طن بحلول العام نفسه.

وجدير بالذكر، أنّ دولة الإمارات تلتزم بشكل راسخ بدعم أهداف المملكة المتحدة في الحياد المناخي، بما ينسجم مع شراكة الاستثمار السيادي بين الإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة. وخلال زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، حفظه الله، إلى المملكة المتحدة في عام 2021، تم توسيع هذه الشراكة لتشمل التزام الإمارات باستثمار 10 مليارات جنيه إسترليني في مشاريع التكنولوجيا والبنية التحتية وتحول الطاقة.